سأظل وفيا للناس وقضاياها
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
في مثل هذه الأيام 2017 بصنعاء أعتصمت وأضربت عن الطعام في مجلس النواب احتجاجا على قطع رواتب الموظفين، ومطالبا سلطات الأمر الواقع بدفعها..
ذهب أكثر الجمهور لميدان السبعين..
وذهب بعض الجمهور إلى مداخل العاصمة ليحرس سلطته لا شرعيته..
وبقيت وحدي معتصم ومضرب عن الطعام، باستثناء القليل من الأحبة الذين تضامنوا معي، أو زاروني إلى مقر اعتصامي في مجلس مسكون بالعبيد..
لازلت كما كنت وبنفس الروح والاصطفاف منحازا إلى الناس ولا جديد في حياة الناس إلا مزيد مما يثقلها ويسحقها..
وإن كان هناك من جديد فهو أن سلطة الأمر الواقع المغتصبة لحقوق مواطنيها، ومعها رئيس مجلس النواب يحيى الراعي يصرفون لكل عضو مجلس نواب مليون ريال ،وفي نفس الوقت توقف مستحقات النائب حاشد وتهدد بصرف صدقة نصف راتب للموظفين..
منعوا عني ما خصصوه لزملائي لأنني أرفض قمعي ومنعي من الكلام، وارفض الطاعة المغموسة بالذل والخضوع والعبودية، ولأنني رفضت تشريعات جديدة تثقل كاهل المواطن بمزيد من الظلم والجباية..
سأظل وفيا للناس وقضاياها وبمزيد من القناعة والإصرار والتحدي والإنحياز لضميري والناس والوطن.
شكرا لعصام القدسي الذي التقط الصورة يومها وأهدها لي اليوم.
(2)
في أغسطس 2017 عندما كنت معتصما ومضربا عن الطعام في مجلس النواب كان قد فُرض عليّ حظر إعلامي غير معلن من قبل السلطة..
الطالب في كلية الإعلام جامعة صنعاء عصام القدسي وأحد رفاقه كسرا هذا الحظر وقام عصام بإجراء حوار معي لموقع العربي..
كم كنت عظيما با عصام.. العظمة لا يجترحها إلا ناس عظماء أمثالك.. العظمة لا يحتكرها أحد، وليس لها علاقة بالعمر أو المكانة..
تم الاخفاء القسري واعتقال عصام القدسي في 2018 وبتعسف صارخ دون مسوغ أو قانون. قضينا وقت أنا ووالده نبحث عن مكان اعتقاله ،الأمن القومي يقول السياسي والسياسي يقول القومي.. كتبت عنه ونافحت دفاعا عنه، تمكنت من زيارته أنا ووالده بعد أن قررت الاعتصام في بوابة الأمن السيامسي، وحددت الموعد من أجل زيارته، واعتقدت أنه تعرض للتعذيب عندما شعرت أن القومي والسياسي كل ينكر وجوده لديه..
وبعد زيارته والاطمئنان عليه كان علي أن أخوض مع والده متابعة مضنية.. وأذكر أنني كتبت منشور قلت فيه جبان ونذل من يخذلك..
وعندما وجدت المماطلة تطول وتوجيه إفراج لم ينفذ وصلت إلى غرفة استعلامات الأمن السياسي الساعة التاسعة صباحا وأعلنت دون سابق إعلان الاعتصام في الأمن السياسي، وتم الإفراج عليه الساعة الثالثة عصرا..
كم كنت يا عصام بطلا ونبيلا وأنت تتحدى وتتسلل مع كيمرتك إلى مكان اعتصامي.. حينها لاحظت مدى خوفك وقلقك على كايمرتك وأنت قادما ومغادرا.. شعرت بمدى خوفك عليها أكثر من الخوف على نفسك وسلامتك.. وما الوفاء معك مقابل تحديك وصنيعك الذي أنفردت به..
كم هو الإحساس بالوفاء جميلا أيها الصحفي الخلوق والإنسان عصام القدسي.. هذا ما لم يفهمه محقق الأمن السياسي وهو يسألك عن طبيعة العلاقة مع النائب حاشد وعما إذا كانت هناك معارضة مرتبطة بالخارج.. إن رجال الأمن القومي والسياسي لا يفهمون الوفاء لأنهم لا يعرفوه..
_____________________
عصام القدسي:
(في اغسطس 2017م ، أثناء إجراء هذا اللقاء الصحفي مع النائب البرلماني احمد سيف حاشد، كان قد تجاوز أكثر من « 160» ساعة مضرباً عن الطعام داخل البرلمان في صنعاء، بشأن تسليم رواتب الموظفين .
حاشد من الشخصيات السياسية والحقوقية والبرلمانية ، التي لها وزنها في المشهد اليمني، لمع صيته وذاع صوته من خلال مواقفه التي دائما ما تثير الجدل في الاوساط السياسية و الشعبية ، سواء بتصريحاته النقدية او باتهاماته المباشرة، وبتحليلاته الموضوعية ووجهات نظره الساخنة التي لا تجامل جهة ولا تستثني مسوؤلاً.
رجل امتزجت حياته بين السلك العسكري و العمل السياسي والقضائي و الحقوق ، فهو الضابط في الجيش والسياسي في البرلمان، والقاضي في المحاكم، والحقوقي في الأعمال الانسانية والحقوق والحريات .
السلام لروحك ولقيمك ولمبادئك النبيلة يا قاضي).
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.